فاتن قبيسي|
تلقى الفنان جو طراد نصيحة من أصدقاء بضرورة مشاهدة المسلسل التركي “عروس اسطنبول”، وصفوه له ب”المشوق”. فعمل بالنصيحة وشاهد حلقات عدة عبر “يوتيوب”. وذات مرة قال لزوجته اثناء المشاهدة: “تخيلي لو تُعرض عليّ شخصية مثل “فكرت” (الممثل التركي صالح بادمجي) يا ليت.. احببت هذه الشخصية”.
بعد حوالى شهر، تلقى طراد اتصالا وكانت المفاجأة. كان المتكلم يضرب له موعدا لإجراء “كاستينغ” حول شخصية ” فكرت” ذاتها، ولكن في اطار عمل منقول عن التركي بعنوان “عروس بيروت”، فيما الشخصية تغير اسمها الى “خليل”.
هكذا دخل جو طراد الى “عروس بيروت” (03 للإنتاج- ايمره كاباكوساك) من بوابة تحقيق طموح، انه سر المشاركة الفعلي. فتفاعل مع الشخصية الى أقصى حد، واثبت حضوره الى جانب ابطاله ظافر عابدين وكارمن بصيص وتقلا شمعون.
هذا المدخل الذي يرويه طراد في حديث ل”شاشات” يختزن الكثير من الكلام والانطباعات ازاء مشاركته في “عروس بيروت”، العمل الذي يعرض اليوم على محطات: lbci اللبنانية، وmbc4، و mbc العراق، وmbc مصر 2، وmbc1.
يؤكد طراد ان العمل دخل الكثير من البيوت في السعودية والمغرب ومصر والعراق والأردن والكويت، وانه يتلقى العديد من رسائل المتابعين التي تثني على العمل، فيما يخبره البعض بأنهم أصبحوا من خلاله يرددون اللهجة اللبنانية..
ويلفت الى ان القيمين على المسلسل أكدوا له مدى تشابهه واقعيا مع الممثل التركي صالح بادمجي، ليس لجهة الأداء فحسب. بل لناحية “الكركتير” الشخصي ايضا والأجواء الحيوية التي يشيعانها حولهما.
ويخبرنا انه طلب اللقاء بالممثل التركي للتعرف عليه شخصيا، وهكذا كان. فقد أعرب لصالح بادمجي عن اعجابه الشخصي بموهبته، وأصبحا صديقين عبر “السوشيل ميديا”. (الصورة تجمعهما مع السورية مرام علي).
ويوضح طراد بان شخصية “خليل” التي يلعبها غنية جدا وتتضمن عدة خطوط، وانه استمتع بتجسيدها، مؤكدا انها تعد المشاهد بالكثير . كما ان المسلسل المأخوذ عن قصة حقيقية يتضمن مواضيع متداخلة بشكل مدروس وبعيد عن المطّ، واحداثا غير متوقعة. ويضيف: “الى الآن المشاهد بعد ما شاف شي!”
وحول العمل مع المخرج التركي ايمره كاباكوساك وفريقه، يتحدث طراد عن تجربة هامة واجواء إيجابية جدا، حيث كنا نعمل يوميا بين 12 الى 15 ساعة من دون ان نشعر بالتوتر . ويلفت الى “مهنية” كاباكوساك الذي كان يخضعهم كممثلين ل”ترانيغ” قبل تصوير اي مشهد، وهي خطوة تحضيرية لا بد منها، الامر الذي لا يُتبع في لبنان، “لأنو كل شي ركض بركض”، ولا يخضع الممثل هنا ل”كاستينغ” خصوصا الثنائيات، لأن بعض المخرجين يتكلون على أعمال الثنائي المشتركة السابقة، علما انهما قد لا يتناغمان في ادوار او حالات جديدة.
ويتابع: كما اننا لمسنا في اسطنبول سرعة كبيرة في التقسيم والإخراج، لأن كل شيء يكون مرسوما قبل بدء تصوير اي مشهد، ولم نكن نشعر كيف تغيرت الإضاءة فجأة بين المشاهد القريبة والأخرى البعيدة. لديهم مدرسة في مجال الاخراج، و”الصنعة بدمهم”.
وطراد ممثل نشيط وواعد بطبيعة الحال. تكثفت إطلالاته مؤخرا من خلال عدة اعمال متلاحقة. ومن يعرف بانه دخل المجال الفني منذ ثماني سنوات فقط، يستغرب مشاركته في اكثر من 40 عملا لبنانيا وعربيا. منها؛ “ما فيي”، “كارما”، “يا ريت”، “فرصة ثانية”، “50 الف”، “مجنون فيكي”..
وجو طراد الذي صدق حدسه من خلال إسناد دور “فكرت” اليه تحت اسم “خليل”، كان قد مر ايضا بتجربة مماثلة قبل سنتين، حيث كان أفصح لزوجته عن رغبته بدور “اكشن” باعتباره رياضيا ويمارس “البوكسينغ”، فعُرض عليه للتو دور من هذا النمط عبر دراما الحرب “غرابيب سود” (للمخرجين حسام الرنتيسي وحسين شوكت وعادل أديب) . ولهذا، فهو متفائل بالمرحلة القادمة، وهو الذي ترك وظيفته واهله في الإمارات، حيث عمل لعشر سنوات في مجال التسويق “والبيزنس” ، ليبحث في لبنان عن حلمه الفني.
وبالتزامن مع ولادة “عروس بيروت”، ولد ايضا ابنه الثاني “ميغل” فيما كان يصوّر مشاهده في اسطنبول منذ ثمانية اشهر. فلم يشهد هذه اللحظة. تماما كما لم يتسن له مواكبة ولادة ابنه الاول “نجيب” بسبب انشغاله بالتصوير ايضا في مسلسل “جريمة شغف”. انه فعلا “الشغف”.. بالتمثيل!
شاركنا النقاش