بيروت | فاتن قبيسي
من وحي اجندتها الدرامية السنوية، تعرض قناة “المنار” في لبنان مسلسلا رمضانيا بعنوان “بلاد العز”. والبوصلة دائما هي مقاومة المحتل. واذا كان “مركز بيروت للانتاج الفني” اعتاد على انتاج اعماله من نافذة الجنوب، فانه اختار بوابة البقاع هذا العام ليتناول قصة شبه منسية بين كتب التاريخ. انها قصة اهالي بعلبك الهرمل الذين كانوا خاضوا معركة ضروس مع الاجنبي.
لعل مركز بيروت اراد من خلال عمله الدرامي الجديد، انصاف المنطقة واهلها، في ظل ما يشاع حولها من اقاويل. اراد ان يصوب الصورة، خصوصا وان المنطقة تشكل مدادا وافرا للمقاومة في لبنان. وقبل اي شيء، فهي بلدة السيد الشهيد عباس الموسوي.
اذن “بلاد العز” هي بعلبك، التي تروي بعض احيائها، “قصة عشائر أبية، لعبت دورا هاما في معارك الحفاظ على وحدة الامة ومن ثم استقلال لبنان وقاتلت من اجل فلسطين”، بحسب بيان صادر عن المركز.
عمل تاريخي صور في البقاع، وتحديدا في منطقة الحوش. مئة يوم تصوير، والف مشهد شارك فيها 62 ممثلا وحوالى الف كومبارس. وهو من بطولة احمد الزين، بيار داغر، عمار شلق، جان قسيس، آن ماري سلامة، سامي أبو حمدان، سمير شمص، ختام اللحام، نعمة بدوي، عبده شاهين، علي منيمنة، هشام بو سليمان، فاتن الطويل، ولارا خوري.
كما شارك في العمل الممثلان السوريان وسيم الرحبي ورندي الحلبي. ووليد سعد الدين من فلسطين.
والمركز الذي اعتاد على التعامل مع مخرجين سوريين، لم يغير عادته هذه المرة ايضا. فاستعان بالمخرج السوري عاطف كيوان، في تجريته الاخراجية الاولى، بعدما عمل كمخرج منفذ في مسلسلي “رجال العز” و”ابو جانتي”.
يتناول العمل منطقة البقاع بين عامي 1925 و 1927، كساحة الصراع ما بين المستعمرين الفرنسيين والثوار، الذين ساهموا في وضع اولى مداميك استقلال لبنان. ويتطرق الى العادات والتقاليد البقاعية، والى الارتباط بالارض والتكافل الديني والمذهبي. كما يتخلل العمل خطوط الحب والايثار والالفة والطرافة.
ورغم ان “المعارك الضارية التي خيضت وقتها تارة بالتمرد والعصيان، وطورا بالعمليات النوعية المشهودة التي لا زالت طي التاريخ الخجول والشفوي الباهت والمدونات الثانوية”، بحسب بيان المركز، الا ان المؤلف محمد النابلسي جهد لاخراج القصة الى النور.
واذا كانت “المنار” معتادة على انتاج هذه النوعية الملتزمة من الدراما، الا ان ثمة فارقا جوهريا هذا العام، يتبدى من خلال حظر القناة من قائمتي قمري “عربسات” ونايلسات”، مما سيؤثر حتما على نسب المشاهدة. غير ان مدير مركز بيروت يوسف وهبي يقول ل”شاشات” انه رغم الحظر، وبعد ايام قليلة فقط من انطلاق شهر الصوم، نرصد تفاعلا كبيرا مع احداث المسلسل، تبعا للاستطلاعات الاولية، ومن خلال صفحة خصصناها له عبر “فايسبوك”. كما ان شارة العمل وحدها حصدت في الايام الثلاثة الاخيرة حوالى 60 الف مشاهدة.
ويلفت الى “اننا عمدنا الى نشر الحلقات الاربع الاولى عبر “يوتيوب”، فنالت نسب مشاهدة عالية، الا اننا عدنا وسحبناها لاسباب تسويقية. فقد لا نتمكن من بيع العمل باسعار مناسبة كعرض ثان، في حال ابيح عبر “يوتيوب”. خصوصا وان هناك طلبا من قبل عدة محطات لبنانية وغير لبنانية لعرضه بعد رمضان.”
ولدى سؤالنا حول اسباب اقتصار عرضه اذن على “المنار” و”سوريا دراما” فقط، في حال كان فعلا مطلوبا من قبل محطات عدة، يجيب وهبي: “لم يسعفنا الوقت. فما زلنا حتى اليوم نعمل في منتجة الحلقات. والمسلسل لا يتحدث عن الحب والغرام، فتشتريه المحطات على هذا الاساس. بل انها تطلب مشاهدته مسبقا قبل عرضه على شاشاتها، لأنه يتناول الاستعمار ومقاومة الفرنسي، وفضح الهجرة اليهودية الرابعة، وابراز الدور الفرنسي فيه.
ويتوقع وهبي ان يحظى العمل بفرص وافرة للعرض الثاني. مشيرا الى انه “عمل متماسك، وكل مشهد فيه يعتبر مشهدا رئيسيا، ولا مجال فيه للحشو اوالتطويل المجاني بتاتا”.
شاركنا النقاش