القاهرة: دعاء حسن|
في ليلة لا تنسى، وفي أجواء شعر فيها الجمهور بمزبج من المتعة والرقي الفني، أقام الموسيقار اللبناني زياد الرحباني حفله الغنائي الموسيقي مساء امس، داخل مركز المنارة في القاهرة الجديدة، بحضور وزير قطاع الأعمال هشام توفيق، وذلك على مدى ثلاث ساعات، وكأنه يعوض بها غيابه لخمس سنوات عن جمهوره المصري. اذ ان آخر حفل له، كان قدمه في العام 2013 في حديقة الأزهر بحضور الآلاف.
المطربة لطيفة التي سبق لها وتعاونت مع الفنان اللبناني ضمن البوم غنائي “معلومات مش اكيدة”، كانت اول الواصلين الى المسرح، وكذلك الفنانة كارول سماحة، والفنانة شيرين عبد الوهاب وزوجها حسام حبيب. كما شهد الحفل الذي امتلات فيه مدرجات المسرح بعدد كبير من الجمهور المصري واللبناني وعدد من ابناء الجاليات العربية في مصر، حضور عدد من الفنانين وهم: درة التونسية، وغادة رجب، وهايدي موسى نجمة ستار أكاديمي والشاعر بهاء الدين محمد ، ونهال نبيل، ومنظم الحفلات تامر عبد المنعم.
وبمجرد ظهور الموسيقار الكبير على خشبة المسرح بجوار فرقته الموسيقية، والتي تضم 50 عازفا ومنشدا بقيادة المايسترو جورج قُولتا، حتى ضج المكان بعاصفة من التصفيق وهتافات الاعجاب. قدم بعدها الرحباني عددا كبيرا من أعماله الغنائية والموسيقية المميزة التي تألق بها طوال مشواره الفني .
اكد الرحباني سعادته البالغة بالحضور والعزف في مصر، وقد تعاون الرحباني في الحفل مع ثلاثة مطربين قدموا أعماله الغنائية بشكل رائع، اولهم الملحن وعازف العود حازم شاهين “مؤسس فرقة إسكندريلا” المصرية، والذي أصبح مشاركا أساسيا في الحفلات التي يقدمها الموسيقار اللبناني في الاعوام الاخيرة.
كما تناوبت كل من المطربيتن شيرين عبده (سبق لها ايضا وان تعاونت مع الرحباني في لبنان) ودعاء السباعي على تقديم باقة من الأغنيات الفيروزية منها “كيفك انت”،”حبيتك تنسيت النوم”، “اشتقتلك”، “شو هالايام”، “بكتب اسمك يا حبيبي”، “سلملي عليه”، و”صباح مسا” وغيرها ممن أطرب بها الجمهور على مدى ثلاث ساعات، تخللها استراحة قصيرة .
وبدا الانسجام واضحا بين الرحباني والمايسترو جورج قلتة، الذي استطاع ان يقود الفرقة الموسيقية بشكل رائع، علما بأنه قاد من قبل العديد من الفرق الموسيقية أبرزهم أوركسترا القاهرة السيمفونية، ليعتبر أصغر من قادها سنا في تاريخ الأوركسترا العريقة. علما ان الفرقة ضمن عازفين من مصر، وهو الاغالبية، الى جانب سبعة عازفين من لبنان، وسوري واحد.
هذا وتفاعل الجمهور مع الرحباني خلال تقديمه عدد من مقطوعاته الموسيقية التي تنتمي الى تراث الرحابنة، والتي صاحبها مؤثرات لافتة في الاضاءة، بما ينسجم مع اختلاف انماط الموسيقى بين ما هو حالم وما هو سريع الايقاع. وزاد حماس الحضور اثناء تقديمه “تلفن عياش”، و”بصراحة” و”وبما انو” التي حظيت بالنصيب الأكبر من التفاعل، حيث تعالت الأصوات مع الرحباني ليحظى بعدها بتصفيق حار .
وقبل ختام الحفل، قال الرحباني للحضور بأنه سيقدم أغنية جديدة بعنوان “أمريكا ايه “، لافتا الى أنها لا تخص الجمهور المصري وتعني أكثر الجمهور اللبناني، ليؤكد مازحا بأنها تتضمن بعض “الكلمات النافرة”. وهي الأغنية التي نالت اعجاب الحضور، لينتهي الحفل بعدها وسط صيحاتهم، في اجواء مليئة بالتفاعل الحماسي.
شاركنا النقاش