القاهرة : دعاء حسن |
يعتبر فيلم “الجايدة” للمخرجة سلمى بكار خطوة متقدمة في السينما التونسية. ينطوي على جرأة وقوة في التطرق الى قضية المرأة. وربما كان متوقعا ان يثير اعتراض البعض ممن يستكثرون على المرأة مساواتها مع الرجل في قضايا معينة. واول من كان يتوقع ذلك بطبيعة الحال هي المؤلفة والمخرجة، التي قامت ببحث في التاريخ التونسي، لتعرض الاضطهاد الذي كانت تتعرض له المرأة التونسية جسديا ونفسيا، قبل نيلها حقوقها.
الفيلم من بطولة الممثلات وجيهة الجندوبي وفاطمة بن سعيدان وسامية رحيم وجودة ناجح ونجوى زهير، وقام بأهم الأدوار الرجالية وبشكل لافت جدا الممثلان خالد هويسة ورؤوف بن عمر.
الفليم الذي يشكل علامة فارقة حقق نجاحا كبيرا في الصالات التونسية، كما عرض ايضا في الدورة الأخيرة من “مهرجان أيام قرطاج السينمائية”، خارج المسابقة الرسمية. فيما اثار جدلا كبيرا خلال عرضه مؤخرا ضمن فعاليات “مهرجان القاهرة السينمائي”.
أربع نساء في دار جواد يحلمن بالاستقلال رغم اختلاف أعمارهن، وظروفهن الاجتماعية. وهن محكومات بالعيش معا، تحت سلطة وظلم “الجايدة” (السجانة المشرفة على النساء)، لانهن يرفضن الخضوع للاعراف والتقاليد الاجتماعية.
هكذا تدور أحداث الفيلم التونسي “الجايدة” الذي يناقش فكرة المساواة في الميراث، مما اثار غضب بعض الحاضرين في “القاهرة السينمائي” خلال الندوة، التي أعقبت عرض الفيلم مؤكدين أن القرآن الكريم ضد فكرة الفيلم.
وانبرت مخرجة الفيلم سلمى بكار (الصورة) تدافع عن فيلمها، مؤكدة اهمية الحرية في طرح مثل هذه الأفكار في أفلامها السينمائية، لافتة الى أنها ناضلت كثيرا من أجل حقوق المرأة كمواطنة تونسية، مطالبة الجميع بتقبل أفكارها كما تتقبل هي اعتراضاتهم وآرائهم في أفلامها.
واوضحت بكار أن “الجايدة” يعني المرأة التي سلط الدين احكامه عليها، لافتة إلى أنه يعود الى فترة الخمسينات حول نساء تعيشن في دار جواد، وهو تابع للدولة كانت تحبس فيه النساء بناء على حكم شرعي، كنوع من التأديب، إذا تقدم الزوج بشكوى ضد زوجته، ما يعطى الفرصة للأزواج فى قهرهن وتهديدهن، إذا حاولت أي امرأة او زوجة عصيان زوجها.
وأشارت بكار إلى أن أنها كتبت الفيلم في العام 2007، واستكملت الكتابة في العام 2010 وأنهت عملها فى 2016، بعد بحث ديني فى المذاهب والقانون الذى كان ينفذ فى تلك الفترة. لافتة الى أن الفيلم أستغرق منها أربعة أسابيع تحضير وستة أسابيع تصوير.
وأكدت مخرجة الفيلم أنها كانت تتوقع الجدل حول الفيلم، باعتباره يناقش قضية المساواة بين الرجل والمرأة بشكل ثانوي الى جانب قضايا أخرى تواجهها المرأة فى الوطن العربى، كالعنف، والواقع التونسي بعد الثورة.
وقالت الفتانة سهير بن عمارة احدى بطلات الفيلم إن السيناريو قدم لها معلومات كثيرة عن الشخصية، واستوحت القليل من جدتها، لأن الزمن الذى يدور فيه الفيلم من عمر الأجداد.
وقال الفنان خالد هويسة (الصورة) الذي يجسد في الفيلم دور “الطيب” الذي يرسل زوجته الى الدار، بسبب خلافاته معها، ان “الجايدة” هو فيلم نسائي بامتياز عن المرأة المقموعة فى مجتمع ذكوري، وأن شخصية الطيب التى قدمها لديها شيزوفرينيا، لأنه متفتح على العالم ويتحدث اللغات، لكنه يبرر تصرفاته ويمارس القهر أيضا، موضحا أن الواقع أكثر قتامة مما قدم في الفيلم.
شاركنا النقاش