“مهرجان الزمن الجميل” بنسخته السابعة.. أضحكنا وأبكانا
فاتن قبيسي|
لعل ما يميز “مهرجان الزمن الجميل” انه ينطوي أولاً على بعد انساني ووجداني، الى جانب البعد الفني الراقي.
فهو ليس إحتفالاً بجيل من الفنانين فحسب، بل هو أولاً إحتفاء بإنسان عارك طريقاً شاقة، بروح ملؤها الشغف والصبر والنفس الطويل.
ولعل مؤسس ومدير المهرجان الدكتور هراتش ساغبازاريان أراد ان يصيب أكثر من عصفور بقلب واحد: فيحيي ذكرى من غابوا، ويبلسم جراح من يكمل حياته على قيد وجع أو مرض ألمّ به، ويستعيد ألق من بقي متعافيا كمن يفتح شهيته على استكمال الرحلة بعد غياب.
واكد ساغبازاريان في كلمته اصراره على إقامة المهرجان هذا العام رغم ظروف البلد السياسية والامنية والاقتصادية، مشدداً على مضيه في تقديمه مستقبلاً، وعدم تخليه عن تصدير الصورة الجميلة التي عُرف فيها لبنان. وقال: “نحن أمة تحيا ببركة كبارها”.
في نسخته السابعة، تختلط المشاهد ومعها المشاعر في مهرجان امتد على مدى اكثر من ثلاث ساعات، في “كازينو لبنان”. فتمتزج الفرحة بالدمعة تارة، والحماس بالنغم والموسيقى.
قوة المهرجان هي بفرادته، لا يقلد مهرجانات اخرى، فهو ينبش في ذاكرة، ولكنها ما زالت، غضة، طرية، وحيًة في البال. وقوته هذا العام انه يأتي في ظل وطن جزء منه مصاب، حيث لا يسلم الجنوب يوما من اعتداءات العدو الاسرائيلي، وقوته في مداه العربي الأوسع، وباستدعائه نجوماً من مصر وسوريا لوطن مهدد باكمله في كل لحظة من قبل العدو، والاهم ان قوته هي في انه يقوم على مبادرة ذاتية، وبتمويل فردي خاص.
في تجربتها الاولى في التقديم، تمكنت الممثلة ورد الخال من القيام بالمطلوب، بلا تكلف ولا حرج. وتميز المهرجان بدقة التنظيم، والاحترافية في مؤامة فقراته مع لوحات فنية لافتة. ويسجل للمنتج المنفذ رالف معتوق “راداراته” التي لا تهمل تفصيلاً، وخبرته في عالم الانتاج التلفزيوني، بناء على رؤية ترمي لتقديم افضل صورة على شاشة lbci، القناة التي ستعرض وقائع المهرجان مساء غد الخميس.
افتتحت باقة التكريمات مع رئيس مجلس ادارة LBCI بيار الضاهر الذي قدم الدرع للفنان صلاح تيزاني (ابو سليم)، فقد تمنى الأخير بأن يلتقي الضاهر يوما ليشكره على مساندته له عندما اهداه سيارة في فترة سابقة، وكان له ما اراد، لكن الفنان التسعيني تعثر ووقع أرضاً قبيل استلامه الدرع، فسانده الضاهر ايضاً، ولكن هذه المرة على المسرح.
وكانت لحظات مؤثرة ايضا عندما حضرت نجوى فؤاد لتقول انها لن تقف طويلا على المسرح لأنها مريضة، وعندما حضر الفنان المصري الكوميدي لبيب لطفي بحال صحية صعبة. فيسترجع الذهن تلقائيا صور هؤلاء الفنانين بين الامس واليوم، ويشعر القلب اكثر بقيمة تكريمهم راهناً. اما ايميه سكر فقد اختارت تكريمها في منزلها حرصاً على راحتها.
وكان محزناً ومفرحاً في آن تكريم الراحل الجميل فادي ابراهيم. غصّت ورد الخال عندما استذكرت الفنان الذي كان سببا في ادخالها المجال الفني، بكت، ثم اكملت، ليضيف اليها فادي ابراهيم في تقرير قال فيه ما قاله عندما زاره الدكتور هراتش ليقلده درع الزمن الجميل في أيامه الأخيرة في المستشفى قبيل الرحيل، فيما كانت الابتسامة لا تفارق وجهه، فكان فادي حاضرا في المهرجان بقوة تتجاوز بكثير حرقة غيابه.
وعلى ايقاع صوت فادي “دونجوان الشاشة” في الأغنية التي اشتهر بتأديتها “My Way”، قدمت فرقة رقصتها، التي شاركت فيها ايضا الممثلة ورد الخال.
بالفيديو.. “الزمن الجميل” يكرّم فادي ابراهيم مرتين.. وورد الخال ترقص على أغنيته
ومن خلال تقريرين مصورين مصور ايضا، كرم الدكتور هراتش الممثل المصري الراحل كمال الشناوي، حيث قدم درعاً تقديريا لزوجته سهير في منزلها في مصر. كما تم تكريم الفنانة فريدة فهمي.
كذلك كرّم المهرجان في “كازينو لبنان” من مصر كل من: الفنانة الكبيرة الراحلة سعاد حسني من خلال تسليم الدرع التقديري الى اختها جنجاه عبد المنعم، العازف مجدي الحسيني، الاعلامية سهير شلبي، والفنانة ناديا مصطفى. ومن سوريا كرّم الممثل فايز قزق، والممثلة هدى شعراوي، والمطرب شادي جميل.
ومن لبنان شمل التكريم كل من الممثلين سميرة باروي، كميل سلامة، نوال كامل، جورج دياب، وحيد جلال وسمير ابو سعيد، الممثل الكوميدي بيار شماسيان، عميد الفلكلور عمر كركلا، الفنانة ميشلين خليفة، المايسترو هاروت فازليان، والاعلامية يولا سليمان، والمخرج وئام الصعيدي.
وفي خضم كل ذلك، جاء تكريم الفنان العريق جوزف عازار، بتقديم من ابنه الممثل كارلوس عازار، ليضفي أجواء وطنية حماسية، حيث ارتدت القاعة الوان العلم اللبناني، الذي رفعه الحاضرون عاليا فيما صوت عازار يصدح على انغام اغنيته “بكتب اسمك يا بلادي”، تسانده فرقة كورال يقودها مدرب الصوت الشهير طوني البايع، لتكتمل بذلك اللوحة الفنية بتفاصيلها المشغولة جيدا، والتي كانت اشبه بتحية الى لبنان، في ظل تهديد امني يومي يرزح تحته.
واخيرا، اذا كانت الممثلة هدى شعراوي (المعروفة بشخصية الداية “ام زكي”) قد وصفت الدكتور هراتش بـ”جبار الخواطر”، فيمكن القول بأن “مهرجان الزمن الجميل” هو رمز للعرفان بالجميل.
نرشح لك:
بالفيديو.. “الزمن الجميل” يكرّم فادي ابراهيم مرتين.. وورد الخال ترقص على أغنيته