عمرو مصطفى لـ”مبدعي” الأغنية: لا تكرروا خطأي.. وإليكم هذه القوانين

فاتن قبيسي|

اثار الفنان والملحن عمرو مصطفى قضية هامة تتعلق بحقوق مؤلف الأغنية وملحنها وموزعها، الذين وصفهم بمبدعيْ الأغنية. وقدم نصائح لجيل الشباب في هذا المجال لحفظ حقوقهم، بناء على قوانين لا يعلم عنها كثيرون من العاملين في مجال الأغنية، والتي من شأنها تنظيم القطاع، واعطاء كل ذي حق حقه.

ونصح عمرو مصطفى “المبدعين” بعدم التنازل عن الأغنية، حتى ولو كانوا في بداياتهم المهنية، وحتى لو دفعوا لهم فيها ملايين الجنيهات، لأنها ستحصد اموالا أكثر من ذلك.

ولفت الى ان “اغنية واحدة لو نجحت يمكن ان “تعيّش” أسرة كاملة مع أولادهم، يعني اغنية “بشرة خير” تعيّشني انا واولادي وأحفادي وأولاد أحفادي…. لقد حصدت اكثر من 500 مليون مشاهدة، اي ما يعادل 500 الف دولار، ولا املك حقوقها لأنني غبي، بسبب تنازلي عنها. لقد قال لي المطرب (حسين الجسمي) لن اغني الأغنية الا اذا حصلت على الحقوق الخاصة بها، وهذا ما فعلتُه”.

وأضاء مصطفى على قانون في مجال حماية الملكية الفكرية في مصر وفي الخارج على حد سواء، ينص على ضرورة نسب المصنف لمؤلفه، او يعوّضه عن ذلك مادياً. واضاف: “ولكنك اليوم، لا تذكر اسمي، ولا بتديني فلوس”.

كما كشف الملحن الشاب عن قانون آخر ينص على انه لو تنازل فنان عن أغنية تنازلاً  لا رجعة فيه، ثم ظهرت تقنية جديدة  تسمح له بكسب المال من خلالها، فمن حقه ان يبطل التنازل، ويعيد التعاقد مرة اخرى. وقال: ” يلا.. فليقرأ كل المؤلفين والملحنين قانونهم هذا، بقصد التوعية”.

وانطلق مصطفى في كلامه هذا الذي قاله في برنامج “حبر سري” مع الإعلامية اسماء ابراهيم، من تجاربه الشخصية، التي علمته الكثير، حيث تحدث عن علاقته مع المنتج محسن جابر قائلا: “اريد منه جزءاً من الأرباح عن كل اغانيّ، انا لم اتنازل عن الدشتة، والمفروض به أن يعيد التعاقد “.

واستشهد بأغنية “يوم ورا يوم” للفنانة سميرة سعيد، التي حصدت مئة مليون مشاهدة، اي ما يعادل مئة الف دولار، وقال “هذه اموالي وأموال الشاعر والموزع، لأنني لم اتنازل عن حقي فيها.”

وعن هذه التجربة أوضح مصطفى: أحب محسن جابر على المستوى الشخصي، ولكن في مجال البزنس، لدي حقوق كتير عنده، ولن اتغاضى عن حقوقي بعد الآن. عندما تركته، ما كان في حاجة اسمها دشتة، يوتيوب، وسبوتيفاي.. الحقوق بتتاخد ليه؟ كم ان القانون لا يجيز لي التنازل عن اعمالي المستقبلية.

واضاف: وقعتُ عقدا مع جابر، وانا صغير، كان عمري 18 عاما، ولا عارف قانون، ولا عارف حقوق ملكية فكرية، ولا أداء علني، وكنت اتقبل ما يفرضه علي، لأنني كنت ابدأ للتو حياتي المهنية. ولكن بعد وصولي لهذه المكانة وهذا التاريخ، اقول لكل الفنانين والمبدعين، حافظوا على حقوقكم، ولا تتنازلوا عن الاغنية، وحتى لو دفعوا لكم فيها مئتي مليون جنيه على سبيل المثال، لأنها ستحصد اموالا أكثر من ذلك.

واردف: اليوم، بامكان كل العائلات والاولاد والأحفاد الحصول على الاموال وهم في بيوتهم، في حين ان كثيرين من أسر المبدعين لا يجدون الدواء اليوم.

ووصف عمرو مصطفى المنظومة الغنائية بالهرم، وقال بأنه من يفترض بأن يكون على رأس الهرم هو المبدع الذي صنع المنتج ، اي المؤلف والملحن الذين منحهما الله هذه الهبة، ولكن هذا يخالف الواقع، لأن المنتج والمطرب هما اليوم على رأس الهرم، فيحصدان الاموال بشكل دائم، فيما المؤلف والملحن وكذلك الموزع يحصلون على مبالغ ضئيلة جدا، بسبب تنازلهم عن الحقوق.

واكد مصطفى انه لن يتنازل بعد اليوم عن حقوق اي اغنية مع أي فنان يتعامل معه، والا فإنه سيدفع رقما كبيرا جدا. ثم استدرك بقوله: “أو أن انتجها بنفسي، ويضع هو صوته عليها. وعندما يغني الأغنية في الافراح والمناسبات، احصل انا على حقوقي منه، وهذا هو العدل”.

وتساءل: “الا يحصل الموسيقيون، الذين يعزفون في الافراح والحفلات مثلا، على حقوقهم في كل حفل ومناسبة؟ اما المؤلف والملحن فيجدان بأن الكل يحصل على الأموال، باستثنائهما كمبدعيْن صنعا الاغنية..هل هذا منطقي؟”

ورأى عمرو مصطفى ان حل هذه المشكلة هو بأن يكون المبدع نفسه هو المنتج، ليقوم التاجر بالتجارة في مجال آخر، ويبتعد نهائياً عن الفن.